روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | كيف أعود.. إلى الله؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > كيف أعود.. إلى الله؟


  كيف أعود.. إلى الله؟
     عدد مرات المشاهدة: 3268        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله.. أنا في الحقيقة لا أعرف من أين أبدأ ولكن سأحاول شرح ما أحس به.

أنا فتاة تبلغ من العمر21 سنة طالبة جامعية في تخصص علم اللغة الفرنسية لقد كنت فتاة ملتزمة تقوم الليل وتحافظ على صلاتها

ولكني دائما احس بالنقص في داخلي ولا أرضى أبدا عن نفسي شيئا فشيئا ابتعدت عن الله والصلاة وكلما اردت العودة أحس ان الله غاضب علي فلم أعد أحس بذلك الشعور بالقرب من الله مهما حاولت

مع العلم يادكتور أني اتخطبت ودائما احس بالشفقة بالاسى على خطيبي لأني اظن اني غير صالحة للزواج

وكذلك اريد ان اذكر أن المستوى العلمي لخطيبي أقل من مستواي مشكلتي ياشيخ أعتقد أنها تكمن في الثقة بالنفس . أرجوك يا دكتور ساعدني لأستعيد زمام أمور حياتي فانا يائسة من الحياة

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

(نور الهدى ) المصلّية القوّامة التي اشتاقت لها سجادتها واشتاقت لصلاتها الأرض التي تمشي عليها حيث كانت تضيء أرجاء البيت بالصلاة والذكر والدعاء والاستغفار ، ثم ماذا حدث؟!

نور الهدى مرحبا بك في موقعك المستشار، وهل تتوقعين أن نرفض طلبك ونرد رسالتك التي كُتِبت بقلب يبحث عن الطمأنينة ؟!

...كنتِ تكتبين حروفك وأنتِ تحسنين الظن بإخوتك في الموقع ، ونرجوا أن نكون عند حسن ظنك ، سنجتهد مع ضعفنا وتقصيرنا في أن نقدم ما يكون سببا في إسعادك..

فكيف بالله الكريم إذا لجأتِ إليه؟!

هل تظنين أن (الرحمن الرحيم) يرد عبدا أقبل عليه؟ويدا امتدت بالتوبة وحسن الظن به في أن يغفر الذنب ، ويقبل العبد التائه الذي يبحث عن السكينة والسعادة ؟

أختي ..

الله سبحانه وتعالى لم يزل منعما متفضلا بالعطايا رغم عصيانك ، فهل يخيّب الله رجاءك إذا عدتِ إليه؟

تأملت قولك: (كلما أردت العودة أحس أن الله غاضب علي)

وإلى الله المفرّ فكل شيء تخافه تفرّ منه ، إلا الله عزّ وجل إذا خفت منه هربت إليه !

هل تعلمين أن الله يناديك في كتابه ..

قال سبحانه : (( قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ))

والله تعالى سمّى نفسه الغفور الرحيم وقال جلّ وعلا : ( أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ ) [ التَّوْبَةِ : 104 ].

قَالَ سبحانه : ( أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ) [ الْمَائِدَةِ : 74 ] ، وَقَالَ ( إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا ) [ الْبُرُوجِ : 10 ] .

قَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ : انْظُرْ إِلَى هَذَا الْكَرَمِ وَالْجُودِ ، قَتَلُوا أَوْلِيَاءَهُ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ وَالْمَغْفِرَةِ !

ولا تتركي للشيطان فرصة ليصنع لكِ الأعذار ويوهمك أن ما أنتِ فيه سببه اهتزاز الثقة بالنفس وغيره ..وهذا علاجه ممكن وسهل جدا

أنتِ الآن أمام طريقين والله منحك كل شيء (الجسد والعقل والصحة والعافية والعلم والأهل والخير والمال وأعطاك الاختيار والقرار ) وأمرك (بالصلاة) وماذا تكون الحياة بغير الصلاة؟

وماذا يكون الجسد بلا صلاة؟

ألا تتذكرين عندما كانت تلامس جبهتك الأرض وكنت تناجين ربك في السجود وكنت تسحبين وتكبرين وكانت تشعرين بالقرب من الله ..

الله يناديك : ( وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا ) [ النِّسَاءِ : 110 ]

ثم إذا أقبل العبد على ربك قربه أكثر وأكثر:

في الحديث القدسي : ((يقول الله عز وجل : من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، ومن تقرب إلي شبراً تقربت منه ذراعاً، ومن تقرب مني ذراعاً تقربت منه باعاً، ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)).

..تخيلي حجمك في الأرض، ثم تخيلي حجم الأرض من بين الكواكب ، ثم تخيلي الكواكب وسط المجرة ، والمجرة في قلب السماء..وتخيلي حجم السماء الدنيا بالنسبة للسماوات ..

ثم تخيلي حجمك من بين هذا كله؟ ..ومع هذا يرحمنا ويكرمنا بالنعم ،

أختي ومن أنتِ في هذا الكون حتى يذكركِ الله

وليس هذا إلا من كرم الله علينا وتفضله وجوده

ألا يستحق الله منا أن نحبه ؟ ونسعى لرضاه؟وأقل مانفعله لنحافظ على الحبل بيننا وبين السماء (الصلاة) فإذا تركناها ضعنا..

توبي .. فالتوبة تجب ماقبلها..

استعيذي بالله من الشيطان الرجيم و انفضي عنكِ الكسل وقومي وتوضئي وصلّي لله ..ابدئي حياة جديدة وميلادا جديدا... فانسي ما مضى واستشعري حلاوة الإيمان ...

والله تعالى أعلم وصلى الله على حبيبه محمد وعلى آله وصحبه وسلم

وبشرينا عنكِ..
   
الكاتب: أ. مها عبد الرحمن الصرعاوي

المصدر: موقع المستشار